مقالات الرأي

لماذا حظرت أمريكا السودانيين؟ تحليل لأمر تنفيذي مثير للجدل

قرار أمريكي جديد يحظر دخول السودانيين.. الأسباب والتداعيات

✍️ بقلم: محمد يوسف محمد

 

في خطوة مثيرة للجدل، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، أمرًا تنفيذيًا جديدًا يقضي بمنع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان من ضمنها السودان. يسري القرار اعتبارًا من 9 يونيو 2025، وقد استندت الإدارة الأمريكية إلى اعتبارات تتعلق بـالأمن القومي والسلامة العامة.

 

لماذا السودان ضمن قائمة الحظر؟

 

أوضح البيت الأبيض أن إدراج السودان ضمن الدول المحظورة جاء استنادًا إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

 

1. ضعف البنية الأمنية والإدارية: نتيجة الحرب المستمرة وانهيار الدولة، أصبح من الصعب الوثوق بصحة الوثائق الرسمية أو قدرة الدولة على فحص ومراقبة المسافرين.

 

 

2. ارتفاع معدلات تجاوز مدة التأشيرات: حيث تجاوز 26.3% من الزائرين السودانيين مدة الإقامة المسموح بها، وبلغت نسبة التجاوز وسط الطلاب والزوار 28.4%.

 

 

3. تقصير في استعادة المرحلين: لم تتعاون الحكومة السودانية بشكل كافٍ في استعادة مواطنيها الذين صدر بحقهم أمر ترحيل من الولايات المتحدة.

 

 

 

من شملهم القرار؟

 

إلى جانب السودان، شمل القرار دولاً أخرى تعاني من اضطرابات أو ضعف في الأنظمة الأمنية، وهي:

 

أفغانستان، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، ميانمار، الصومال، واليمن.

 

 

 

من هم المستثنون؟

 

رغم شدة القرار، أوضحت الإدارة الأمريكية أن بعض الفئات لن يشملها الحظر، مثل:

 

المقيمون الدائمون في الولايات المتحدة.

 

الدبلوماسيون المعتمدون.

 

بعض الحالات الإنسانية والطبية الطارئة.

 

 

 

 

قراءة تحليلية: هل السودان يُعاقب أم يُختبر؟

 

في مقال سابق بعنوان “السودان يُثبت أنه يخضع للابتزاز”, تم التحذير من استمرار التنازلات غير المحسوبة في ملفات السيادة الوطنية. وقد عاد هذا الملف للواجهة مع تزايد التقارير حول منح الجنسية السودانية لأجانب بطرق غير قانونية، وفشل السلطات في ضبط الهجرة والإقامة.

 

هذه التداعيات، فتحت الباب لتدخلات خارجية وفرض عقوبات، آخرها هذا القرار الأمريكي.

 

 

 

إن استمرار الانقسام الداخلي، وضعف الحس الوطني، وتفشي الكراهية والخطاب الإقصائي، يعني أن السودان قد يخسر يوميًا أرضًا جديدة في معركة البقاء كدولة موحدة وذات سيادة.

 

 

نداء إلى السودانيين

 

يجب على السودانيين الآن أن:

 

يرفعوا الحس الوطني فوق كل الانتماءات السياسية أو الجهوية.

 

يتحدوا ضد التهديدات الخارجية والتدخلات التي تستغل هشاشة الدولة.

 

يعملوا على استعادة ثقة العالم عبر بناء مؤسسات حقيقية، وحماية الهوية الوطنية من العبث، والعودة إلى العقلانية في إدارة الشأن العام.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى