مقالات الرأي

عمار العركي يكتب: لا تجامل يا دكتور كامل.. لا تُضحِّ بالحكومة من أجل المحاصصة

متابعات الخرطوم نيوز

دكتور كامل إدريس.. لا تُجامِل!

في وقت حساس تتعلق فيه آمال السودانيين بحكومة مدنية جديدة، يقود رئيس الوزراء المكلّف، الدكتور كامل إدريس، مشاورات مكثّفة لتشكيل حكومة انتقالية تُخرج البلاد من النفق السياسي المعتم نحو فضاء الاستقرار.

لكن، ورغم الأمل، بدأت تطفو على السطح ملامح مقلقة من الماضي، حيث عادت لغة المحاصصة والترضيات، لا عبر مؤسسات شرعية، بل من خلال مجموعات ضغط وهمية وتكتلات غير رسمية، تستثمر اللحظة لفرض أجنداتها الشخصية والفئوية.

ترفيع بلا رؤية؟

وسط هذه الأجواء، تسربت معلومات عن توجه لرفع جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج إلى وزارة مستقلة للمغتربين. ورغم المبررات المعلنة حول “تحفيز التحويلات واستثمار الكفاءات”، إلا أن هذه الخطوة تبدو أقرب إلى محاولة لتسكين قوى سياسية أو رموز معينة، بعيدًا عن الإصلاح البنيوي الحقيقي.

هل يحتاج السودان إلى وزارة جديدة؟ أم إلى فكر جديد يعيد ترتيب مؤسسات الدولة حسب أولويات وطنية حقيقية، بعيدًا عن الترضيات الشكلية؟

لا لحكومة التوازنات الهشة

الحديث عن “ترشيحات واتساب” و”مجموعات ترويج ذاتي” يدق ناقوس الخطر، ويدفعنا للتساؤل:

هل نكرر نفس الأخطاء، ونعيد إنتاج بيئة الفشل نفسها؟

أم نتجه نحو بناء حكومة قائمة على النزاهة، الكفاءة، والمؤسسية، لا على المجاملات والتوازنات الهشة؟

الرسالة واضحة:

> لا جدوى من وزارات بلا جدوى، ولا فائدة من وزراء بلا مسؤولية.



إن أي حكومة تُبنى على المحاصصة هي مجرد قنبلة موقوتة، ستنفجر حتمًا في وجه أي مشروع وطني حقيقي.

دكتور كامل.. لا تُجامل!

لا تُضحِّ بالمولود (الحكومة المدنية المرتقبة) من أجل الإبقاء على “الأم” (أي معادلة المحاصصة والمصالح الفوقية).

اللحظة تقتضي الصدق، والحزم، والجرأة في اتخاذ القرارات، لا المراوغة السياسية أو تكرار مشاهد ما قبل الانهيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى