اتفاق جوبا للسلام يواجه أزمة بعد انسحاب مناوي وتسريبات مثيرة للجدل

كشفت تسريبات صحفية عن توتر جديد داخل مسار اتفاق جوبا للسلام، بعد انسحاب مفاجئ لحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من اجتماع مغلق دعا له رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة وتساؤلات حول مصير الاتفاق ومستقبل الترتيبات السياسية بين الحكومة والحركات المسلحة.
مناوي يحتج وينسحب قبل وصول رئيس الوزراء
بحسب الصحفية رشان أوشي، فإن الاجتماع المغلق كان مخصصًا لمناقشة ترتيبات تقسيم السلطة بين الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا. لكن المفاجأة كانت في انسحاب مناوي المبكر من الاجتماع، حتى قبل وصول رئيس الوزراء، في ما فُسّر كرسالة احتجاج صامتة على طريقة إدارة المشهد السياسي.
وفي أول تعليق علني له، انتقد مناوي ما وصفه بـ”تسريب وتزوير المحاضر”، مضيفًا:
“تزايدت محاولات التلاعب بالأحداث، واغتيال الشخصيات إعلاميًا بأسلوب جبان”، مؤكدًا أنه “إذا استمر هذا النهج، فسنتحدث بما لا يُقال.”

داخل الاجتماع، عبر الوزير السابق محمد بشير أبو نمو، ممثل “حركة تحرير السودان”، عن رفضه القاطع لحل الحكومة دون الرجوع إلى وزراء السلام، مستشهدًا بسابقة إعفاء وزراء قوى الحرية والتغيير في قرارات 25 أكتوبر 2021.

خلافات حول الحقائب الوزارية تثير الانقسام
كما تمسك أبو نمو ومعتصم، ممثل “حركة العدل والمساواة”، بالوزارات التي حصلوا عليها بموجب اتفاق جوبا للسلام في 2020.
معتبرين أي محاولة لإقصائهم دون توافق أنها “خرق جوهري للاتفاق”.

انعكاسات ميدانية تنذر بالتصعيد
في تطور خطير، انسحبت قوات تابعة للحركتين من منطقتي “المثلث” و”كرب التوم”، ووفق التسريبات، أبلغت هذه القوات قيادة الدولة بأن ملف الوزارات يجب أن يُحسم سياسيًا قبل عودتها إلى الالتزامات الميدانية.
تكشف هذه التطورات عن تصدع جديد في مسار اتفاق جوبا للسلام، في ظل أزمة ثقة متصاعدة بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة، ما قد يعيد المشهد السياسي في السودان إلى مربّع التأزم ويهدد استقرار المرحلة الانتقالية.