الدعم السريع يعتقل العشرات في الضعين بعد احتجاجات مدنية تطالب بوقف الحرب

الضعين تشهد أكبر حملة اعتقالات منذ اندلاع الحرب.. الدعم السريع يطارد المدنيين بعد احتجاجات رافضة للقتال
شهدت مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، يوم السبت، حملة اعتقالات هي الأوسع منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023، نفذتها الدعم السريع ضد مدنيين وعناصر أمنية عقب احتجاجات شعبية طالبت بوقف القتال وتحسين الظروف المعيشية والخدمية.
وأفادت مصادر محلية موثوقة لـ”دارفور الآن” أن الدعم السريع اقتحمت أحياء ومنازل داخل المدينة، واعتقلت العشرات، من ضمنهم أفراد سابقون في الجيش والمخابرات العامة، إضافة إلى مدنيين يشتبه في انتمائهم السياسي لحزب المؤتمر الوطني، في ما وصف بأنه “أكبر حملة قمع سياسي وأمني” تشهدها المدينة.
الاحتجاجات التي اندلعت مساء الجمعة جاءت كرد فعل على تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية، حيث شارك المواطنون في وقفات ومسيرات سلمية طالبوا فيها بعودة مؤسسات الدولة، ووقف الاقتتال، وحماية المدنيين. إلا أن الدعم السريع قابلت هذه التحركات بالعنف، والاعتقال العشوائي، والمداهمات الواسعة.
شهود عيان أكدوا أن الدعم السريع نصبت نقاط تفتيش داخل المدينة، وبدأت بمداهمات واسعة استهدفت ناشطين وشبابًا شاركوا في التظاهرات، إلى جانب موظفين سابقين في أجهزة الدولة.
ولا تزال العديد من الأسر تجهل مصير أبنائها المعتقلين حتى الآن، في ظل انقطاع الاتصالات ومنع المحامين والمنظمات الحقوقية من الوصول إليهم، وسط حالة من الذعر والاستياء الشعبي المتصاعد في المدينة.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الانتقالي د. كامل إدريس، من مدينة بورتسودان، عن دعم غير محدود للقوات المسلحة، مؤكدًا أن الحرب شارفت على نهايتها، وأن الدولة ستواجه كل مظاهر التمرد بالحسم الكامل.