
تفاعلات خطيرة.. لماذا يجب أن تفصل بين الأدوية مع الحليب؟
يحذر خبراء الصحة من تناول بعض الأدوية مع الحليب أو منتجات الألبان المختلفة. هذا التحذير لا يأتي من فراغ، فالتفاعلات الكيميائية التي تحدث بين مكونات الأدوية والكالسيوم الموجود في منتجات الألبان يمكن أن تؤثر بشكل كبير على امتصاص العقاقير داخل الجسم، أو تغير مستويات الكالسيوم في الدم بطرق قد تكون ضارة. وعلى الرغم من أن هذا لا يعني التوقف التام عن استهلاك منتجات الألبان، إلا أنه يتطلب فقط وعيًا بالتوقيت الأمثل للفصل بين تناول الدواء وشرب الحليب أو تناول مشتقاته لضمان فعالية العلاج.
ووفقًا لتقارير طبية حديثة، هناك عدة فئات من الأدوية تُعدّ حساسة بشكل خاص لتفاعلاتها مع منتجات الألبان، وفيما يلي أهم هذه الفئات وكيفية التعامل معها:
أدوية الغدة الدرقية.. ضرورة الفصل الزمني
يعتمد ملايين الأشخاص حول العالم على أدوية قصور الغدة الدرقية لتعويض نقص الهرمون المسؤول عن تنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية، مثل الطاقة، الوزن، درجة حرارة الجسم، ونمو الشعر والأظافر. ويُعد دواء “ليفوثيروكسين” (Synthroid) من أكثر هذه العقاقير شيوعًا. وعلى الرغم من فعاليته، فقد أثبتت الدراسات أن تناوله مع منتجات الألبان يقلل من امتصاصه بشكل واضح.
لذلك، توصي هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بضرورة الانتظار 4 ساعات كاملة بعد تناول الدواء قبل استهلاك الحليب أو أي منتج من منتجات الألبان لضمان امتصاصه بشكل كامل واستفادة الجسم القصوى منه. هذه القاعدة الذهبية مهمة جدًا للحفاظ على التوازن الهرموني المطلوب.
المضادات الحيوية.. الكالسيوم يقلل فعاليتها
تُعد المضادات الحيوية من أهم الأدوية المنقذة للحياة، إذ تكافح الالتهابات البكتيرية الخطيرة. لكن المشكلة تكمن في أن بعض أنواعها، وخاصة مجموعة التتراسيكلين والفلوروكينولون، تتأثر سلبًا بالكالسيوم الموجود في الحليب ومشتقاته. ويشكل الكالسيوم مركبًا مع الدواء يمنع امتصاصه في الأمعاء، مما يقلل من فعالية العلاج.
لذلك، ينصح الأطباء بترك فاصل زمني لا يقل عن ساعتين بين تناول المضاد الحيوي ومنتجات الألبان. الالتزام بهذه القاعدة يضمن أن يعمل الدواء بكامل طاقته في مكافحة البكتيريا الضارة.
مكملات الحديد.. تجنب الحليب للحصول على أقصى فائدة
يصف الأطباء مكملات الحديد لعلاج حالات فقر الدم الناتجة عن نقص كريات الدم الحمراء. ورغم أن الحديد يُمتص بكفاءة أكبر على معدة فارغة، إلا أن تناوله مع منتجات الألبان يؤدي إلى تقليل امتصاصه بشكل كبير.
لذلك، يُفضل تناول هذه المكملات مع وجبة خفيفة لتجنب اضطرابات المعدة، بشرط أن تكون خالية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب والجبن. وينصح الخبراء بدمج فيتامين C في النظام الغذائي لأنه يعزز امتصاص الحديد.
أدوية هشاشة العظام.. الفصل هو الحل
تعاني العديد من النساء، خاصة في سن متقدمة، من هشاشة العظام التي تزيد احتمالية تعرضهن للكسور. ورغم أن منتجات الألبان غنية بالكالسيوم المفيد للعظام، إلا أن تناولها مباشرة مع أدوية هشاشة العظام يضعف امتصاص العقار ويؤثر على فعاليته. لذلك، ينصح الأطباء بضرورة الانتظار عدة ساعات بعد تناول الدواء قبل شرب الحليب أو تناول أي من منتجاته.
الليثيوم.. خطر تراكم الكالسيوم
يُستخدم دواء الليثيوم في علاج الاضطراب ثنائي القطب وبعض الأمراض النفسية. لكن الاستخدام الطويل الأمد لليثيوم قد يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الجسم، وهو ما يستدعي استشارة الطبيب حول إمكانية تقليل أو تنظيم استهلاك الألبان أثناء فترة العلاج.
أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.. التوقيت هو المفتاح
يخضع أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية عبر أدوية مضادة للفيروسات القهقرية مثل “دوفاتو” و”تيفيكاي” (دولوتيغرافير). وتُشير التوصيات الطبية إلى ضرورة تناول هذا العقار قبل ساعتين من استهلاك منتجات الألبان أو بعد 6 ساعات من تناولها، لضمان الامتصاص الأمثل للدواء والحصول على فعاليته الكاملة.
نصيحة أخيرة.. اعرف متى تتناول الأدوية مع الحليب
إن تناول الحليب أو الجبن أو الزبادي مع بعض الأدوية قد يؤدي إلى فقدان الدواء فعاليته أو إلى اضطرابات في مستويات الكالسيوم بالجسم. لذلك، فإن الحل يكمن في الفصل الزمني بين الأدوية ومنتجات الألبان، مع الالتزام الصارم بتعليمات الطبيب أو الصيدلي، لضمان أن الأدوية مع الحليب لا تتحول إلى مزيج قد يكون ضاراً.
لمتابعة كافة أخبار السودان والتغطيات أولاً بأول من مصادر موثوقة وبتحديثات فورية تابع قناة الأخبار على الواتساب اضغط هنا











