اخبارالصحة

صحتك في خطر.. كيف يؤثر نقص النوم على حياتك ويجعلها مهددة؟

 

لماذا يُعد نقص النوم خطرًا يهدد صحتك؟

يُعد الحصول على قدر كافٍ من النوم ضرورة حتمية للحفاظ على صحة الإنسان الجسدية والعقلية. فإذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم في الأيام السابقة، فسيتشكل لديك ما يُعرف بـ”دَين النوم”، وهو مصطلح يُشبه السَّحْب على المكشوف من البنك. وفي النهاية، سيطالبك جسدك بالبدء في سداد هذا الدَّين، مما يؤدي إلى نتائج سلبية لا يمكن تجاهلها.

على الرغم من أن الجسم قد يعتاد على جدول زمني يمنعك من النوم الكافي، إلا أن قدراتك على الحكم على الأمور، وسرعة رد فعلك، ووظائفك الحيوية الأخرى ستظل معطلة. وهذا يثبت أن نقص النوم ليس مجرد شعور بالتعب، بل هو حالة تضر بالوظائف الأساسية للجسم والدماغ.

دَين النوم.. وما هو القدر الذي تحتاجه؟

تختلف حاجة الإنسان للنوم باختلاف العمر، ولضمان حصولك على قسط كافٍ، عليك الالتزام بالساعات الموصى بها، والتي حددها الخبراء بناءً على الأعمار المختلفة:

  • الرضع (من يوم إلى 3 أشهر): يحتاجون من 14 إلى 17 ساعة يومياً، وهي فترة حيوية لتطور الدماغ والجسم.
  • الرضع (من 4 إلى 11 شهراً): يحتاجون من 12 إلى 15 ساعة يومياً، حيث ينمو دماغهم بسرعة ويتعلمون مهارات جديدة.
  • الأطفال الصغار (من سنة إلى سنتين): يحتاجون من 11 إلى 14 ساعة يومياً، وذلك لدعم نموهم الجسدي واللغوي السريع.
  • أطفال ما قبل المدرسة (من 3 إلى 5 سنوات): يحتاجون من 10 إلى 13 ساعة يومياً، وهي فترة مهمة لتطور المهارات الاجتماعية والتعلم.
  • الأطفال في سن المدرسة (من 6 إلى 13 عاماً): يحتاجون من 9 إلى 11 ساعة يومياً، لدعم قدراتهم الأكاديمية والجسدية.
  • المراهقون (من 14 إلى 17 عاماً): يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات يومياً، وهي فترة حاسمة للنمو البدني والتطور الهرموني.
  • البالغون: يحتاجون من 7 إلى 9 ساعات، مع أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى 6 أو 10 ساعات يومياً.
  • كبار السن (من 65 عاماً فأكثر): يحتاجون من 7 إلى 8 ساعات يومياً، مع انخفاض الحاجة إلى النوم العميق.

أما النساء في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فيحتجن عادة إلى ساعات نوم أطول من المعتاد. فإذا شعرت بالنعاس أثناء النهار، حتى خلال الأنشطة الروتينية، فهذا مؤشر واضح على أنك لم تحصلي على قسط كافٍ من النوم، مما يستدعي اهتماماً أكبر.

ماذا يحدث داخل جسدك أثناء النوم؟

النوم ليس مجرد راحة للجسم، بل هو عملية معقدة تتضمن أربع مراحل رئيسية تُعدّ حيوية لصحتك:

  • المرحلتان الأولى والثانية (النوم الخفيف): تُعدّ هذه المرحلة بداية عملية النوم، حيث يسترخي الجسم تدريجيًا ويهدأ نشاط الدماغ.
  • المرحلة الثالثة (النوم العميق): خلال هذه الفترة، تتباطأ موجات دماغك ويصعب عليك الاستيقاظ. هنا، يقوم الجسم بإصلاح الأنسجة، وتعزيز جهاز المناعة، وبناء الطاقة. النوم العميق ضروري لنمو الأطفال، وإصلاح الخلايا التالفة، وتقوية العظام والعضلات.
  • المرحلة الرابعة (نوم حركة العين السريعة): تبدأ بعد حوالي 90 دقيقة من النوم. فيها يزداد نشاط الدماغ بشكل كبير، وتتحرك عيناك بسرعة، ويزداد معدل نبضك وضغط الدم. وهي الفترة التي تحدث فيها معظم الأحلام. نوم حركة العين السريعة مهم لتعلم المعلومات ومعالجة الذكريات، حيث يقوم الدماغ بتخزين المعلومات التي استوعبتها خلال اليوم، مما يعزز القدرة على التعلم والتفكير.
    فبدون الحصول على هذه المراحل بشكل كافٍ، لا يستطيع الجسم والدماغ التعافي بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم آثار نقص النوم.

    علامات تحذيرية تدل على الحرمان من النوم

    من المهم أن تتعرف على العلامات التي تدل على عدم حصولك على قسط كافٍ من النوم، والتي قد تؤثر على حياتك اليومية:

    • النوم بسرعة: إذا كنت تنام خلال 5 دقائق من الاستلقاء، فهذه علامة قوية على أن جسمك منهك.
    • فترات قصيرة من النوم: الشعور بالنعاس خلال ساعات الاستيقاظ أو ما يُعرف بـ”نوبات النوم القصيرة” هو مؤشر على أن دماغك يحاول سداد دَين النوم.
    • الحاجة إلى منبه للاستيقاظ: إذا كنت لا تستطيع الاستيقاظ من تلقاء نفسك، فهذا يعني أن جسمك لم يحصل على حاجته من الراحة.
    • الشعور بالخمول: الشعور بالتعب عند الاستيقاظ أو طوال اليوم هو علامة على أن جودة نومك كانت ضعيفة.
    • النسيان وتقلبات المزاج: يؤثر نقص النوم بشكل مباشر على قدرتك على التفكير والتركيز والتحكم في عواطفك.
    • الاعتماد على الكافيين: إذا كنت تعتمد على القهوة أو الشاي للبقاء نشطًا طوال اليوم، فهذا دليل على أنك لا تحصل على قسط كافٍ من الراحة.

    الآثار السلبية لـ نقص النوم على صحتك

    قلة النوم ليست مجرد إزعاج بسيط، بل لها تأثيرات سلبية خطيرة على صحة الإنسان، منها:

    • مشكلات في الذاكرة: يؤثر الحرمان من النوم على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها، مما يؤدي إلى صعوبة في التذكر.
    • الاكتئاب: يرتبط نقص النوم ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج.
    • ضعف جهاز المناعة: قلة النوم تضعف قدرة الجسم على محاربة الأمراض، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
    • زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة: يزيد نقص النوم من خطر الإصابة بالسكري، وضغط الدم، والسمنة، حيث يؤثر على مستويات السكر في الدم والهرمونات المسؤولة عن الشهية.
    • تأثيرات على المظهر: يسبب نقص النوم تجاعيد الجلد والهالات السوداء تحت العينين، مما يؤثر سلبًا على مظهرك الخارجي.
    • صعوبة في اتخاذ القرارات: يقلل الحرمان من النوم من قدرة العقل على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات السليمة وحل المشكلات.

    نصائح عملية للحصول على نوم كافٍ

    إذا كنت تشعر أن نومك غير كافٍ، يمكنك اتباع بعض العادات الصحية لتحسينه:

    • خصص وقتاً للنوم: حاول تنظيم وقتك بحيث تخصص 7 إلى 9 ساعات للنوم.
    • حافظ على جدول نوم منتظم: اذهب إلى الفراش واستيقظ في نفس الوقت يومياً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، لتنظيم ساعتك البيولوجية.
    • اجعل غرفة نومك بيئة مثالية للنوم: حافظ عليها مظلمة، هادئة، وباردة، وتجنب وجود أجهزة إلكترونية فيها.
    • اتبع روتيناً لوقت النوم: تجنب الكافيين، والوجبات الثقيلة، والضوء الساطع قبل النوم بساعات.
    • مارِس الرياضة: حاول ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً، ولكن لا تقترب من وقت النوم.
    • خذ قيلولة قصيرة: إذا كنت بحاجة إلى قيلولة، اجعلها لا تزيد عن 30 دقيقة حتى لا تؤثر على نومك في الليل.
    • لا تجبر نفسك على النوم: إذا لم تتمكن من النوم، قم بفعل شيء هادئ ومريح حتى تشعر بالنعاس.
    • استشر طبيبك: إذا استمرت مشكلات النوم، قد تحتاج إلى استشارة طبية.

    تذكر دائمًا أن نقص النوم ليس خيارًا، بل هو خطر حقيقي يجب التعامل معه بجدية.

    لمتابعة كافة أخبار السودان والتغطيات أولاً بأول من مصادر موثوقة وبتحديثات فورية تابع قناة الأخبار على الواتساب اضغط هنا

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى