سعر الدولار في السودان اليوم يتجاوز 3700 جنيهاً في السوق الموازي ويهدد بانهيار نقدي شامل

تضخم مفرط ومؤشرات دولية تُحذّر من الانهيار الاقتصادي
تشير تقارير دولية حديثة صادرة عن مؤسسات مالية كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الأزمات الدولية، إلى أن السودان يقف حالياً على شفير الانهيار الاقتصادي الكامل. ويعود هذا التدهور إلى تصاعد معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، بالتزامن مع توقف شبه تام في قطاعات الإنتاج الحيوية، سواء كانت الصناعية أو الزراعية. هذا الواقع فاقم من معاناة المواطنين، وقلص القوة الشرائية للجنيه السوداني إلى حد لم تشهده البلاد من قبل، مما يعمق الأزمة المعيشية والإنسانية.
وتؤكد هذه التقارير أن غياب الاستقرار السياسي والأمني قد شلّ القدرة المالية للبلاد، وجعلها غير قادرة على استقطاب الاستثمارات اللازمة أو حتى الحفاظ على الحد الأدنى من الإنتاج المحلي، ما يترك الاقتصاد تحت رحمة المضاربات في السوق الموازي.
تداول العملات الأجنبية: الدولار يقترب من 3700 جنيه
وفقاً للبيانات المتاحة من مصادر متخصصة في تتبع سوق العملات، بلغ **سعر الدولار في السودان اليوم** الأربعاء 3660 جنيهاً في متوسط التعاملات، مع تسجيل تداولات أعلى تجاوزت هذا الرقم في بعض المناطق والأسواق الحرة. هذا الفارق الملحوظ في الأسعار يربك المتعاملين ويزيد من فوضى السوق. وفيما يلي تفاصيل أسعار العملات الأجنبية الرئيسية الأخرى مقابل الجنيه السوداني:
- **الريال السعودي:** استقر عند 976 جنيهاً.
- **الدرهم الإماراتي:** سجل 997.275 جنيهاً.
- **اليورو:** وصل إلى 4305.8823 جنيهاً.
- **الجنيه الإسترليني:** بلغ 4945.945 جنيهاً.
كما سجلت العملات الأخرى ارتفاعات كبيرة، حيث وصل الجنيه المصري إلى 76.68202 جنيهاً، وبلغ الدينار الكويتي مستويات غير مسبوقة بـ 11935.48 جنيهاً، مما يعكس حجم الفجوة المتزايدة بين قيمة العملة المحلية ونظيراتها الأجنبية.
تحذيرات من تفكك نقدي شامل وعجز البنك المركزي عن التدخل
حذرت تقارير مالية محلية ودولية من أن استمرار هذا التدهور السريع في **سعر الدولار في السودان اليوم** يهدد بشكل مباشر بانهيار شامل للنظام النقدي والمالي في البلاد. ويُعزى هذا الخطر إلى العجز الواضح للبنك المركزي عن التدخل بفعالية في السوق لكبح جماح المضاربات أو ضبط عمليات التداول غير الرسمية التي تسيطر على مسار العملة.
هذا التراجع المفرط أدى إلى فقدان الثقة في النظام المصرفي بشكل عام، حيث يفضل المواطنون والمتعاملون الاحتفاظ بمدخراتهم بالعملات الأجنبية أو بالسلع بدلاً من الجنيه السوداني، مما يزيد من الضغط على العملة المحلية. وقد انعكس ذلك بشكل كارثي على المواطنين، حيث أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل يومي، بما في ذلك الوقود والمواد الغذائية والأدوية، مما جعل الحياة المعيشية أكثر صعوبة ويأسًا.
تراجع الثقة وغياب الاستقرار: متى يمكن إنقاذ العملة؟
يرى خبراء اقتصاديون أن تدهور قيمة الجنيه، والذي يظهر في الارتفاع القياسي لـ **سعر الدولار في السودان اليوم**، هو انعكاس مباشر لهشاشة البنية الاقتصادية في ظل استمرار الحرب. ويؤكدون أن الحل الجذري لا يمكن أن يتم بمعزل عن تحقيق استقرار سياسي وأمني يعيد الثقة للمؤسسات المالية، ويضمن عودة تدفق الاستثمارات الأجنبية، والأهم من ذلك، استئناف الإنتاج المحلي.
وطالب محللون الحكومة الانتقالية والبنك المركزي بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية. تشمل هذه الإجراءات توحيد سعر الصرف لإنهاء سيطرة السوق الموازي، والعمل على ضبط الكتلة النقدية المتداولة، وتشديد الرقابة لمنع المضاربات. ويحذر الخبراء من أن أي تأخير في تنفيذ هذه الإصلاحات قد يجعل من استعادة التوازن النقدي مهمة شبه مستحيلة في المستقبل القريب، مما يدفع البلاد نحو ما وصفته تقارير صندوق النقد الدولي بـ “الانهيار المالي الكامل”.
تابع كافة أخبار السودان والتغطيات أولاً بأول من مصادر موثوقة وبتحديثات فورية تابع قناة الأخبار على الواتساب اضغط هنا