اخبار

الطيران الحربي السوداني يضرب شرايين إمداد المليشيا ويحوّل المثلث الحدودي إلى “برمودا سوداني”

شهدت الساعات الماضية نقلة نوعية في تكتيكات الجيش السوداني، حيث نفذ سلاح الجو التصعيد الجوي الأقوى منذ بدء الحرب، مستهدفاً بشكل مكثف خطوط الإمداد الحيوية التي تعتمد عليها مليشيا الدعم السريع في الصحراء الغربية وعلى امتداد المثلث الحدودي الذي يربط بين السودان وليبيا ومصر. وتأتي هذه الخطوات ضمن استراتيجية عسكرية معلنة تهدف إلى شل حركة التموين والأسلحة قبل الشروع في العمليات البرية الواسعة.

التصعيد الجوي يوثق تدمير الأرتال في الصحراء

أكدت تقارير دولية متعددة فعالية الضربات الأخيرة. فوفقاً لموقع Middle East Eye، أصبحت منطقة الكفرة الليبية مركزاً لوجستياً رئيسياً لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى المليشيا، وهو ما دفع طائرات الاستطلاع السودانية إلى رصد هذه التحركات بدقة منذ بداية نوفمبر قبل توجيه ضربات مباشرة للقوافل. كما أظهرت صور أقمار صناعية، نشرتها شركة Maxar Technologies ونقلتها وكالة أسوشيتد برس، أربع بؤر حرائق متتالية في عمق الصحراء الغربية، وهو ما رجّحت الوكالة أنه ناتج عن تدمير أرتال متحركة كانت تحاول عبور الحدود نحو دارفور. وتُعد هذه الصور أول توثيق بصري متكامل لضربات الجيش السوداني خارج نطاق المدن.

الضربات الاستراتيجية: مطار نيالا هدف مباشر

في تطور نوعي يمثل “نقلة استراتيجية”، ذكرت وكالة رويترز أن غارة جوية نفذها الجيش استهدفت مطار نيالا، ما أدى إلى تدمير طائرة شحن كانت في مرحلة الهبوط. وأكدت مصادر عسكرية سودانية أن الطائرة كانت تُستخدم لنقل الذخائر والمعدات القادمة من الخارج لصالح المليشيا. ويشير محللون إلى أن تحويل المطار إلى هدف مباشر يعني أن الجيش بدأ يركز على إسقاط منظومة الإمداد كأولوية بدلاً من الاكتفاء بالمواجهة الأرضية المباشرة.

تحويل المثلث الحدودي إلى “مثلث برمودا”

خلص تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش إلى أن استهداف طرق الإمداد في دارفور غيّر موازين القوة الميدانية لصالح الجيش السوداني، حيث أجبر التصعيد الجوي المليشيا على تغيير طرقها ومسارات حركتها. ويرى مراقبون أن المثلث الحدودي تحوّل إلى ما يشبه “مثلث برمودا سوداني”، حيث بات كل رتل يقترب من المنطقة معرضاً للتدمير الكامل. إن هذه التجربة تؤكد أن الحرب الحديثة يحسمها من يسيطر على السماء قبل الأرض، وهذا هو جوهر استراتيجية التصعيد الجوي الأخيرة التي يتبعها الجيش السوداني الآن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى