نفرة الولاية الشمالية تنطلق للقضاء على التمرد

في خطوة تحمل رسائل عسكرية وسياسية قوية، أعلن الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، والي الولاية الشمالية، أن نهاية الدعم السريع ستكون من الولاية الشمالية.
أكد الوالي انطلاق “نفرة الولاية الشمالية للقضاء على التمرد” من أرضها، في وقت لا تزال فيه المليشيا تسيطر على مناطق حساسة ضمن الحدود الثلاثية مع السودان ومصر وليبيا، إلى جانب منطقة كرب التوم القريبة من ولاية شمال دارفور.
إعلان نفرة الولاية الشمالية من الدبة وتأكيد القوات المسلحة
جاء إعلان الوالي خلال مخاطبته لبرنامج العفو القبلي لقبيلة الكبابيش فرع أولاد سليمان، بشأن قضية الفقيدين علي محمد رابح أبو زهرة، وعلي رابح علي أبو زهرة، وذلك في منطقة الغابة بمحلية الدبة.
حضر الفعالية لجنة الأمن وعدد من القيادات، على رأسهم رئيس المقاومة الشعبية بالولاية الفريق صالح يسن. أكد والي الشمالية أن القوات المسلحة والقوات المساندة لها، والمقاومة الشعبية، ماضية في تحرير كل شبر دنسته الميليشيا المتمردة.
شدد على أن روح العفو والمصالحة جزء لا يتجزأ من القيم السودانية والإسلامية، مضيفًا: “هذا العفو قيمة من قيم ديننا الحنيف، ونشيد بحكمة الإدارات الأهلية بمحلية الدبة في معالجة الأحداث الأخيرة وتفويت الفرصة على المتربصين بقيمنا وترابطنا”.
مناطق استراتيجية ورسائل وحدة مجتمعية
لا تزال المليشيا المتمردة تحتفظ بسيطرتها على مناطق استراتيجية في الولاية الشمالية، أبرزها المثلث الحدودي المشترك بين السودان ومصر وليبيا، ومنطقة كرب التوم ذات الأهمية الجغرافية. هذا يجعل إعلان “نفرة الولاية الشمالية” من هذه المناطق بمثابة إعلان مقاومة مفتوحة قد تتطور إلى عمليات حاسمة قريبًا.
أشاد محمد صابر، المدير التنفيذي لمحلية الدبة، بمبادرة العفو، واصفًا إياها بأنها تجسيد لمكارم الأخلاق السودانية. أكد أن كل محاولات التمرد لاستهداف المحلية قد فشلت، ولم تنجح في المساس بالنسيج الاجتماعي المتماسك.
من جانبه، أشار عبد المجيد دهب، المدير التنفيذي لمحلية القولد، إلى أن الإدارات الأهلية أثبتت جدارتها وتحملها للمسؤولية في ظل الظروف الصعبة.
في تأكيد على عمق الروح الوطنية، قال محمد فايد حامد، وكيل ناظر عموم الكبابيش، إن الفتنة التي حاول الأعداء إثارتها قد انجلت، مؤكدًا أن قبيلة الكبابيش كانت وستظل من أهل المواقف الوطنية الصلبة، ومشددًا على استعدادهم للدفاع عن الولاية في وجه كل التحديات.
يمثل إعلان والي الشمالية بداية مرحلة جديدة من المواجهة، ليس فقط من الناحية العسكرية، وإنما أيضًا في ما يتعلق بترسيخ السلم الاجتماعي، ومقاومة محاولات زرع الفتن القبلية، وهو ما ظهر بوضوح في رمزية العفو القبلي كأداة وطنية لكسر حلقات العنف والانقسام.