قصف الدعم السريع في الأبيض يوقع قتلى وجرحى وسط المدنيين

في تصعيد دموي جديد، أوقع قصف الدعم السريع في الأبيض مساء الخميس، قتيلة وثلاثة جرحى، جراء استهداف مباشر لأحياء سكنية في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بحسب ما أفادت به شبكة أطباء السودان.

وقالت الشبكة في بيان رسمي إن الهجوم العنيف طال مناطق مأهولة بالسكان، وأسفر عن مقتل امرأة وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم نساء وأطفال، مما يزيد من وتيرة الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في مناطق النزاع غربي السودان.

قصف الدعم السريع في الأبيض يفاقم الكارثة الإنسانية

وصفت شبكة أطباء السودان ما حدث بأنه جزء من “سلسلة الانتهاكات الممنهجة” التي تمارسها قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزل، محذّرة من أن الوضع الصحي في المدينة على حافة الانهيار، في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية والإمدادات الدوائية، إلى جانب تدمير مرافق الرعاية الصحية الأساسية نتيجة القصف المتكرر.

وأضافت الشبكة أن المصابين جراء قصف الدعم السريع في الأبيض يتلقون العلاج في ظروف صعبة، داخل مستشفيات منهكة لا تملك الإمكانات اللازمة للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الضحايا.

دعوات لتحرك دولي عاجل

وطالبت الشبكة الطبية الجهات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، بالتدخل الفوري للضغط على قوات الدعم السريع من أجل وقف ما أسمته “الاستهداف الممنهج للأحياء السكنية”، مؤكدة أن هذا الأسلوب بات يُستخدم كأداة للابتزاز السياسي والعسكري في المدن التي تشهد مواجهات مسلحة.

وقالت الشبكة إن استمرار هذا النوع من الهجمات، دون رادع دولي، سيؤدي إلى تفشي الجرائم ضد المدنيين، وزيادة تدهور الأوضاع الإنسانية، ليس فقط في الأبيض، بل في مناطق واسعة من السودان، تعاني من النزاع المسلح منذ أكثر من عام.

وشددت على أهمية فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، لمحاسبة المتورطين في استهداف المدنيين، وضمان عدم الإفلات من العقاب، خاصة بعد تصاعد التقارير الحقوقية حول جرائم ترتكبها قوات الدعم السريع في أكثر من ولاية سودانية.

قصف متكرر وواقع مأساوي

ويُعد قصف الدعم السريع في الأبيض حلقة جديدة في مسلسل استهداف المدنيين، الذي تشهده مناطق عديدة في السودان، في ظل غياب أي تسوية سياسية أو تدخل فاعل لوقف الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

وتعاني مدينة الأبيض من أوضاع إنسانية قاسية، مع تزايد أعداد النازحين، وتراجع إمدادات الغذاء والدواء، وسط تقارير متكررة عن قصف عشوائي، وغياب تام للحماية الدولية.