عودة جامعة النيلين إلى الخرطوم تنعش الأمل في استقرار التعليم العالي

عودة جامعة النيلين إلى مقرها الرئيسي وسط الخرطوم مثّلت خطوة تاريخية تُعيد الأمل في تعافي قطاع التعليم العالي بعد توقف دام قرابة عامين نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. وقد استضافت الجامعة أولى جلسات الامتحانات من داخل حرمها الرئيس لأول مرة منذ احتلال مليشيا الدعم السريع للعديد من المرافق الحيوية والتعليمية.
وحضر انطلاق الامتحانات المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، عبد المنعم البشير، ممثلًا عن والي الولاية، وسط حضور أمني وإداري لافت، في حدث شهد مشاركة أكثر من 987 طالبًا وطالبة من سبع كليات أساسية. وأكّد مدير الجامعة، البروفيسور الهادي آدم محمد إبراهيم، أن هذه العودة تمثل تدشينًا فعليًا لاستئناف الدراسة من داخل الحرم الجامعي رغم التحديات الأمنية والدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
عودة جامعة النيلين بداية لعودة الحياة الأكاديمية إلى الخرطوم
في منتصف الحدث، تم التأكيد أن عودة جامعة النيلين لن تقتصر على الامتحانات، بل ستشمل عودة تدريجية لجميع الكليات إلى مقرها في الخرطوم خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح البروفيسور الهادي أن إدارة الجامعة رفعت شعار “إعادة البناء والصمود” في وجه التحديات، مشددًا على أن الجامعة لم تتوقف عن أداء رسالتها الأكاديمية حتى أثناء الحرب، بل واصلت خدماتها إلكترونيًا، من استخراج الشهادات إلى مناقشة أطروحات الدراسات العليا.
كما أعلن المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم عن خطة حكومية شاملة لدعم البنية التحتية للجامعة، بما في ذلك توفير شبكة مواصلات تربطها بكافة محليات العاصمة لتسهيل تنقل الطلاب في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.
عودة جامعة النيلين باتت اليوم رمزًا لصمود المؤسسات التعليمية في وجه الحرب، ورسالة واضحة بأن الخرطوم قادرة على النهوض مجددًا. ودعت حكومة الولاية في ختام المناسبة جميع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية للعودة إلى مقراتها الأصلية داخل العاصمة، تأكيدًا على أن عودة التعليم هو أول خطوات عودة الحياة الطبيعية إلى السودان.