مقالات الرأي

عبدالله محمد علي بلال يكتب.. محطات العيد بين العساكر ولقطات الأمل مع رئيس الوزراء

متابعات الخرطوم نيوز

عيدٌ مختلف، محطات لم تكن كسابقاتها، تُعيد إلى الذاكرة مشاهد المشاعر المقدسة: مبيت منى، صبح عرفات، ومغيب شمس مزدلفة. لكنها هذه المرة محطات وطنية، بين معسكرات جيشنا الباسل، من كوستي والوساع، إلى تندلتي، ود عشانا، الغبشة، أم روابة، أبو كمدة، وحتى طوطاح على مشارف جنوب كردفان.

الضباط وجنودهم، في خنادقهم وسرادقهم، يعيشون عزلة عن أجواء العيد المعتادة، لكنهم في روحانية فريدة. يتسامرون تحت ضوء النجوم وأصوات الطيور، سبّحهم في يد، وسلاحهم في الأخرى. ينامون على التراب، ويتقربون إلى الله بالاستغفار والصلاة على النبي. نعم، “يا عابد الحرمين لو أبصرتنا، لعلمت أنك بالعبادة تلعب”، كما قالها ابن المبارك قديماً.

أبطالنا من القوات المسلحة، والمخابرات، والشرطة، والمستنفِرين، والبراء، محرومون من لحظات العيد الدافئة مع أطفالهم وزوجاتهم، لكنهم في قناعة مطلقة وفرح خالص يؤمنون أنهم بين أهلهم، يدٌ تُقاتل، وأخرى تصنع الفرح. الحلوى تتنقل بينهم، والضحكات تملأ السكنات، وآخرون منهم يجهزون الطعام، ويشرفون على الذبح، ويجمعون الحطب في بسالة تستحق أن تُروى.

أما المحطة الثانية، فهي لرئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، الذي ظهر في أول أيام العيد وهو يزور مراكز إيواء النازحين في بورتسودان، بثوب وطني وهيبة إنسانية لافتة. كان يمازح الأطفال، وينحني للكبار، ويستمع لهموم الجميع بروح خالية من البروتوكول، مختلفة عن سابقيه.

رئيس الوزراء الجديد دخل أرض الوطن ساجدًا شاكراً، وها هو يبدأ عهده بين الفقراء والمساكين، بعيدًا عن المكاتب والسيارات الرسمية. خطوة تبعث الأمل وتستحق الإشادة. نرجو أن تكون تلك الزيارة بداية لوضع ملف النازحين على رأس أولويات الحكومة، وأن تُوجَّه مؤسسات الدولة لخدمتهم، وإعادتهم إلى ديارهم قبل موسم الأمطار.

سنواصل بإذن الله في قادم الأيام، نقل ما تبقى من مشاهد العيد في معسكرات الشرف، حيث العيد له طعم الوطن، وعطر التضحية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى