مقالات الرأي

الحج.. موسم الرحمة والمغفرة والتجلي الروحي

بقلم: الصافي سالم | مكة المكرمة

مع مغيب شمس يوم عرفة، يُسدل الستار على أحد أعظم المواسم الروحية في الإسلام — موسم الحج 1446هـ. أكثر من مليوني حاج من مختلف أرجاء العالم، توحدوا على صعيدٍ واحد، قلوبهم معلّقة بالسماء، وأرواحهم متجهة صوب المغفرة والرحمة.

في تلك المشاهد الخاشعة، سطّرت الأراضي المقدسة ملاحم من التقوى والخشوع، حيث لبّى الحجاج نداء إبراهيم عليه السلام، وطافوا بالبيت العتيق، ووقفوا بعرفة، وباتوا في مزدلفة، ورموا الجمرات في منى، وأدوا طواف الإفاضة، في تناغمٍ لا يشبهه سوى دعاءٍ صاعد من قلوب بيضاء.

قال الله تعالى:
“وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق”
[سورة الحج: 27]



جهود المملكة.. خدمة تفوق التوقعات

سخّرت المملكة العربية السعودية كافة إمكانياتها لإنجاح موسم الحج، بتنسيقٍ عالي المستوى، وتكاملٍ في الخدمات، بدءًا من إصدار التصاريح، مرورًا بالتسهيلات الصحية والأمنية، وانتهاءً بالتفويج والنقل. هذه المنظومة تؤكد حرص القيادة السعودية على جعل مكة بيتًا آمنًا ووجهة روحانية ملهمة لكل المسلمين.

بعثة السودان للحج.. تفانٍ وتميّز

البعثة السودانية للحج والعمرة شكّلت هذا العام نموذجًا في الانضباط والخدمة، بقيادة الأستاذ سامي الرشيد، رئيس مكتب حجاج السودان، وبتعاون وثيق مع الملحقية الإدارية بقيادة د. عبدالعزيز الصادق، ومديري المراكز من كل ولايات السودان.

وقد أظهرت البعثة تفانيًا منقطع النظير في تنظيم تنقلات الحجاج، وتوفير السكن، والرعاية الصحية، والإرشاد الديني، مع الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية. ولم تكن الخدمات لوجستية فقط، بل امتدت إلى الدعم النفسي والمعنوي، فكان أفراد البعثة سندًا حقيقيًا للحجاج.

سامي الرشيد.. قائد بخبرة ومسؤولية

يُعد الأستاذ سامي الرشيد من القيادات النادرة التي تجمع بين الحزم والرحمة، حيث حرص على حل المشكلات لحظة بلحظة، ومتابعة كل التفاصيل بالتنسيق مع الجهات السعودية، لتكون رحلة الحج تجربة روحية لا تُنسى.

شكر وامتنان لجنود خلف الكواليس

التحية لكل الزملاء الإعلاميين الذين وثّقوا اللحظات، ولكل خطوط النقل الجوية والبحرية: تاركو للطيران، بدر للطيران، العبّارة واسا (وكالة بسام أحمد طاهر)، وشركة كنذي الدولية للملاحة، الذين كان لهم دور بارز في نجاح عمليات السفر والوصول.

دعاء ختام الحج

نسأل الله أن يتقبل حج حجاج بيت الله الحرام، ويكتب لهم الأجر والمغفرة، وأن يعم الأمن والسلام السودان وسائر بلاد المسلمين، وأن يُعين بعثتنا السودانية على الاستمرار في تقديم الأفضل كل عام.

حج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور بإذن الله.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى