تعيين بشير هارون وزيرًا للشؤون الدينية يثير جدلاً واسعًا في السودان

في خطوة غير معتادة، أصدر رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، قرارًا مثيرًا بتعيين الجنرال بشير هارون عبد الكريم عبد الله وزيرًا للشؤون الدينية والأوقاف، ضمن حزمة تعيينات جديدة تهدف لتنفيذ اتفاقية جوبا لتقاسم السلطة. القرار أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والدينية، نظرًا لخلفية الوزير الجديدة غير التقليدية لهذا المنصب الحساس.
خلفية القرار: عسكري في منصب ديني
يُعد تعيين بشير هارون وزيرًا للشؤون الدينية خرقًا للمألوف في السودان، حيث درجت العادة على أن يتولى هذا المنصب شخصيات ذات تكوين ديني أو علمي شرعي. بشير هارون هو قيادي بارز في حركة تحرير السودان وعضو في الهيئة القيادية لـ”التحالف السوداني”، وقد جاء اختياره ضمن الحقائب المخصصة للحركات المسلحة في إطار اتفاق جوبا.
التحالف السوداني هو كيان سياسي-عسكري أسسه الراحل خميس أبكر، حاكم غرب دارفور الأسبق، ويضم عددًا من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام.
ردود فعل متباينة بعد تعيين بشير هارون وزيرًا للشؤون الدينية
مؤيدو القرار يرونه خطوة مهمة لتعزيز مشاركة الحركات المسلحة في مؤسسات الدولة، ما قد يساعد في تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء التهميش التاريخي لبعض المناطق.
أما المعارضون، فعبّروا عن قلقهم من إقحام الطابع العسكري في مؤسسة دينية حساسة، محذرين من أن هذا القرار قد يؤثر على استقلالية الوزارة، ويُضعف تمثيل الشخصيات الدينية ذات الكفاءة في صياغة السياسات الدينية للدولة.
ختام وتحليل
يبقى تعيين بشير هارون وزيرًا للشؤون الدينية اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين مقتضيات الشراكة السياسية واستقلالية المؤسسات الدينية. كما يفتح هذا القرار باب النقاش حول شكل العلاقة المستقبلية بين الحركات المسلحة ومفاصل الدولة المدنية.
هل تنجح هذه الخطوة في تعزيز الاستقرار السياسي؟ أم أنها تمهّد لمزيد من الاستقطاب؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة.