عثمان ميرغني يكتب.. السودان واللاعب رقم 11.. عندما تصبح الإدارة عبئًا على الدولة

في مقال تحليلي عميق، يشبّه الكاتب عثمان ميرغني حالة الحكم والإدارة في السودان بـ”اللاعب رقم 11″، وهو المصطلح الذي يرمز إلى العنصر غير المرئي أو غير الفعّال في منظومة العمل الوطني. يشير إلى أن الإدارة في السودان تشبه سباقًا بدائيًا من أيام الطفولة، حيث يوضع المتسابق داخل جوال، ولا يُسمح له إلا بالقفز، فيسقط كل بضعة أمتار، في تعبير عن تعثّر الدولة في كل خطوة بسبب فوضى إدارية متجذرة.
يتساءل ميرغني عن جدوى تعدد المستويات الإدارية من ولايات وأقاليم ومحليات ولجان قاعدية، دون وجود وظيفة واضحة لكل طبقة في هذا الهرم، أو ارتباط عملي بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي للمواطن.
ويطرح ميرغني فكرة إصلاح الإدارة بدون إرباك للحياة اليومية، كما لو أنك تبدّل إطار السيارة وهي تسير. ويقترح أن يتم ذلك عبر مسارات متوازية تسمح لفرق الخبراء بالعمل المستقل لكن المتكامل، مما يخلق توازنًا بين الاستمرارية والإصلاح.
ويخلص إلى أن السودان بات الآن في موقع الدولة “الضعيفة”، التي لا تكلّف العالم شيئًا إذا صُفعت أو رُكلت أو تم تجاهلها، متسائلًا: متى يصبح لهذا الصفع والركل ثمن؟ ومتى تنتقل البلاد من موقع الضحية إلى موقع الفاعل؟ أسئلة يعتبرها ميرغني “سرية للغاية”، لأنها تتقاطع مع مصالح قوى دولية تعمل على إبقاء السودان في دائرة