مقالات الرأي

عبدالجبار جادالله محمد يكتب: “عيد حلو مر”.. حين اختلط التكبير بالحنين

جبل أولياء – الجمعة 6 يونيو 2025 | خواطر العيد

في صباحٍ ندى، يعلو فيه صوت التكبير لأول مرة منذ عامين، عادت جبل أولياء لترتدي ثوب العيد. مدينة ظلت لسنوات رهينة الخوف والنزوح، تُعيد الآن شوارعها احتضان بهجة الحياة، وإن كانت بهجةً ممزوجة بدموع الحنين ومرارة الفقد.

عيد الأضحى هذا العام في جبل أولياء لم يكن عادياً، بل استثنائياً في كل تفاصيله. مشهد صلاة العيد في الساحات كان مهيباً، تقشعر له الأبدان، حيث امتزجت دموع المصلين بتكبيراتهم، في لحظة نادرة تعكس قوة المجتمع وروحه التي لم تنكسر رغم الحرب.

عيد بنكهة الذكرى

كتب عبدالجبار:

“تزكّرنا إخوة كانوا نكهة العيد وسكّر قهوته. صار العيد قاسيًا بطعم الغربة… أمانينا معلّقة، ووجوهنا مرهقة، والأيادي فترانة من كثرة النزوح.”



ورغم الحزن، لم يتخلّ الناس عن طقوسهم. فقد نظّفوا البيوت، وغسلوا الأبواب، ورفعوا الستائر، ليس لأنهم ينتظرون زوارًا، ولكن لأنهم يُصرّون على أن يعيشوا الحياة كما عهدوها، ولو لأجل الأطفال. يقول الكاتب:

“فعلنا ذلك لأننا نغش أنفسنا أننا ما زلنا على قيد الحياة”.



رجاء العودة وابتسامة الوطن

في ختام كلماته، بعث الكاتب بأمنيات صادقة:

“بكرا إن شاء الله الدنيا تبتسم، ويرجع كل غايب للجبل، وتتلمّ بيوتنا، ويكون العيد عيدين”.



عيدٌ بنكهة الألم، لكنه يحمل في طياته بذور الأمل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى